الأربعاء, 2024 أبريل 24


[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتدى » الفضاءات الموازية » التراث المحلي » الدراعة الصحراوية
الدراعة الصحراوية
alaobourtantanالتاريخ: السبت, 2010 مايو 29, 00:36 | رسالة # 1
القائد العام
مجموعة: المدراء
رسائل: 196
جوائز: 1
حالة: Offline

الذراعة هي قطعة من الثوب الناعم من عشرة أمتار، وقد تزيد قليلا أو تنقص حسب طول الشخص أو قصره، وتصنع من الأكثر اثواب شيوعا، وهو المسمى "بزان" وهناك نوع آخر يسمى "بلمان" قليل التداول. دولون أسود وهناك أيضا "الشكة" وهو ثوب خفيف بدون زخارف.
وشكل الذراعة فضفاض غير مخاط الجانبين الاماكان من شد الطرف الأمامي إلى الخلف من كلا الجانبين، وتبقى مفتوحة اليدين متسعة بقدر طول الذراعة. ويكون لها جيب دائري تقريبا، به زركشة مختلفة مستمدة أساسا من الزخرفة النباتية التي باتت تميز الفن الإسلامي (الأرابيسك، التوريق...).
أما الحضور اللوني في الذراعة فإن الألوان المحببة لدى الإنسان الصحراوين هي بصفة عامة اللون الأبيض واللون الأزرق، فضلا عن اللون الأسود، رغم ندرته وهذا الأخير يصنع من ثوب "بلمان" ويسمى ذراعة "بلمان" وهي نوع نادر من الذراريع، في المناطق الصحراوية الجنوبية. وقد لا يمتلكها سوى اشخاص ميسوري الحال في بعض الأحيان، إضافة إلى ذلك هناك ذراعةالجهتين أي لها لونين مختلفين لكل جهة، وتلبس من الجهتين وتسمى كذلك ذراعة "باخة" نسبة إلى نوع الثوب الذي تخاط منه. وهناك ايضا ذراعة "الشكة" وهي ذراعة رقيقة تلبس كثيرا إذا كان الجو حارا. ويمكن أن تمارس بها الأعمال اليومية بشكل عادل
وجدير بالذكرأن أنواع الدراريع التي ذكرت سالفا، هي مرتبطة أكثر بوظائف نفعية، فمثلا ذراعة بلمان وذراعة جهتين، تخاط باليد لا يرتديها سوى أسياد القبيلة، ويتم ارتداءها خصوصا في المناسبات الكبيرة والأفراح كالأعراس. اي ارتداءها له ارتباط بلحظات زمنية معينة. في حين أن الإنسان الصحراوي عند ممارسته الأعمال اليومية من رعي وحلب وعقل الإبل، أو جلبها، فإنه لا يرتدي الا الذراريع العادية المخصصة للعمل اليومي، وأخرى قديمة.
والملاحظ أن الذراعة دائما تكون مفتوحة من جهتين. ويعتقد أن ظهورها بهذا الشكل راجع لاعتبارات صحية، أو مرتبطة بفكرة مقاومة حرارة الشمس. وقد يعزى هذا الأمر أيضا إلى تعدد استعمال الذراعة بشكل دائم في الأعمال اليومية، فلهذه الغاية ولغايات أخرى، ظهرت الذراعة بهذا الشكل.
بل هناك من يرى بأن انفتاح الذراعة من جهتين، مرتبط أساسا بالحرية، اي أن الإنسان الصحراوي الذي يرتدي الذراعة، يرفض قيود اللباس العصري. فهو يستطيع أن يتحرك داخلها بحرية، وهذا الأمر لا يرتبط فقط بالذراعة، بل حتى بالفضاء الذي يعيش فيه هذا الإنسان البدوي. فهو حين يخرج صباحا من خيمته، يلاحظ فضاءا فسيحا يشعر بامتلاكه على عكس إنسان المدينة. ويلبس تحت الذراعة سروالا فضفاض، وهو من سبعة أمتار تقريبا، يتدلى حزامه إلى أن يلامس الأرض ويسمى هذا الحزام "لكشاط" يصنع من الجلد الناعم، به حلقة حديدية تسمى "الحلكة". ويضع على الرأس اللثام الأسود الذي به يتميز الصحراويين عن غيرهم.

 
منتدى » الفضاءات الموازية » التراث المحلي » الدراعة الصحراوية
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:

موقع مدرسة العبور © 2024