يمكن أن يرتبط النزاع بقيم مرجعية أو قواعد أي بمعنى تحديد ما هو خير و ما هو شر.
و يمكن أن يرتكز تنازع ما على مصالح مادية متناقضة و متباينة فالبعض يريد أمرا و البعض يريد نقيضه أو شيئا آخر مغايرا. إن الخلافات بدل أن تستغل كفرصة أو طاقة تفهم على العكس كتهديدات قد تؤدي إلى المواجهة.و هكذا نجد أن منبع هذه التازعات يكون غالبا خللا أو نقصا في التواصل.

إن صعوبة أو استحالة الاستماع أو الإصغاء للآخر و فهم وجهة نظره تؤدي إلى سوء تفاهم و مرارا مع الأسف إلى أحكام مسبقة محبطة، فنتصور الآخر الذي لم يعد كما كان من ذي قبل بل و أصبح كما نظنه أو لا نظنه. نتصور أنه يقول كذا أو كذا أو يقوم بكذا و كذا.. يصبح الآخر الذي يختلف إذا مستبدلا بأفكار ومعتقدات نبنيها حوله يصبح الموقف إذن معقدا بل قد يصبح متناقضا. و هكذا يصبح الاختلاف في وجهات النظر مصحوبا بعدم القدرة على فهم اختلاف الآخر كمختلف عنا. إن هذه الآلية الخفية تلعب دورا هداما في كل التنازعات. ورغم أنها لا تشرح كل شيء إلا أنها قد تضيء طريقنا بجدية. إنها تضطرنا إلى الأخذ بمعمل الجد المثل الساحلي القائل: "إن الإنسان لا يعلن الحرب الا على الأشياء التي لا يفهمها". و لنذكر في النهاية أنه في حالة النزاعات يكون التواصل متصدعا و أن علاجه يجب أن يحضى بكل اهتمامنا.