قبل أن نبدأ لابد أن نوضح أن الغالبية العظمى من خطوط الصغار تغلب عليها الأشكال الدائرية إضافة إلى بعض التموج اللاإرادي والذي يعتبر طبيعيا في هذا السن على خلاف الشخص الكبير، ويرجع ذلك إلى عدم قدرة الطفل في التحكم الكبير للقلم وانسيابية تحريكه على الورق. فالأطفال الصغار قبل سن المدرسة على سبيل المثال يرسمون أشكال غير مفهومة غير أن هذه الأشكال يمكن تحليلها وفهمها على أساس اتجاه حركتها وشكلها وترتيبها:
1. الطفل السعيد:
يغطى الصفحة بأكملها بأشكال غير مفهومة لها طابع المنحنيات ذات مساحة عريضة.
2. الطفل القلق:
ترى الأشكال العفوية وكأنها مشنجة وضعيفة في نطاقها وكأن الأشكال غير المفهومة محصورة في مكان واحد في الصفحة.
3. الطفل الحزين:
يصغر حجم الرسومات وغالبا ما يرسم بانحدار الأشكال إلى الأسفل.
4. الطفل الغاضب:
يضغط بقوة على القلم ويرسم أشكال حادة كبيرة ، وكلما زادت في الأحجام زادت هذه الصفة.
في المرحلة الأولى من التعليم الأساسي:
في هذه المرحلة يبدأ الطفل بتصوير الحروف والكلمات، أي أنه يرسمها كصورة وهي من أخطر المراحل التي يجب التنبه لها حيث أنها المرحلة الأساسية التي تعتمد عليها بعد ذلك في رسم الأشكال.
في هذه المرحلة يستمتع الطفل بالرسم والشخبطة أكثر من رسم الحروف وعليه ينظر الطفل إلى الحرف على أنه صورة، فيرسمها بحجم أكبر من المعدل الطبيعي لأنه يريد أن يتكيف مع الصورة الذهنية الجديدة للحرف، حيث تعتبر هذه هي المرحلة الأولى في حياته للتعرف على الاتصال غير اللفظي وعليه فإنه يبدأ بتكبير صورة الرسمة.
ومن المعلوم أن حجم الخط له مدلولات عميقة في سن النضوج، أما في هذه المرحلة فيعتبر أمرا طبيعيا وذلك أن الخط الكبير في هذا السن هو ترجمة لنوعية جديدة للاتصال لذا لا يرى الطفل بأسا بأن يجعلهذه الصورة كبيرة.
أما في المرحلة الثانية والثالثة عندما يبدأ الطفل يتعود على الحروف الأبجدية ويصل إلى درجة أكبر وأعمق من التوافق والقدرة على التحكم في حركة اليد فحينها نستطيع ان نميز بعض الصفات التي بدأت تتشكل مع الحروف كل بحسب شكله وخاصة تلك التي لها علاقة بالعصبية أو الأنانية والذكاء والفطنة ....إلخ.
في سن التاسعة غالبا يبلغ الطفل مبلغا من التمكين في مسك القلم وتتكون لديه مهارات عالية تمكنه من التنقل على الصفحة بالكيفية التي يشاء، وعليه فإن في هذه المرحلة يمكن ترجمة الخط والوقوف على ما يدور في خلد ومخ هذا الطفل كما هو الحال بالنسبة لخطوط الناضجين من الكبار.
وذلك أن في هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يعبر عن ما يدور في مخه على الورق وبالشكل الذي مقتنع هو فيه، فهو قد توقف كليا من رسم صور الأشكال التي تعلمها وبدأ يرسم بالشكل الذي هو يراه مناسبا، وهنا نستطيع أن نعرف جوانب كثيرة من شخصية الطفل ومن أهمها الحالة النفسية والاجتماعية.
وعندما يبلغ الطفل العاشرة من عمره والحادية عشر، تبدأ الأشكال الدائرية أو المنحنية تسيطر على كتابته ويبدأ الضغط يبرز أكثر فأكثر ويبدأ برسم الأشكال بطريقة غير واعية بطريقته الخاصة التي تميزه عن غيره في الكتابة.
• عندما يبدأ الطفل بالشخبطة في كتاب معين أو دفتر معين لمادة معينة بدرجة ملفتة للنظر فإنها دلالات الملل وعدم التركيز أو عدم حب هذه المادة أو ربما عدم استيعاب هذه المادة.
• إذا بدأ الطفل بالرسم من يسار الصفحة ثم تدرج إلى اليمين فقد يكون مريضا أو فاقدا للحنان وبحاجة إلى عناية ورعاية.
• إذا كانت كتابة الطفل في رأس الصفحة دائما أو غالبا فقد يكون بحاجة إلى فحص نظره، فإن كان سليما فلابد من تغيير مكانه في الصف لأن هذه إشارات ضعف التحصيل العلمي.
• الأخطاء الإملائية في جميع الكلمات قد تكون مؤشرات خطرة تعني خلل وظيفي في المخ أو صعوبة في التعلم.
• شطب الكلمات أو تصحيحها بشكل ثقيل بحيث يتم خرق الورقة يعني إحباط في التعلم أو كراهية النفس.
• إذا كانت أحجام الحروف أكبر أو أصغر بدرجة متباينة من كتابات قرنائه في العمر فإن هذا فيه دلالة على أن هناك خلالا ما في العين أو ربما الأذن.
• كتابة كلمات متشابكة بشكل ثابت ومستمر قد تعني خلالا في العين أو مشاكل أسرية في البيت وقد تكون دلالات صعوبة في الكلام كالتأتأة مثلا.
• كثرة الأخطاء في الكتابة قد تكون سببها العصبية أو عسر القراءة، علما بأن عسر القراءة لدى البنين أكثر من البنات.
• رسم الوجوه القبيحة أو الأسلحة من قبل الطفل فيه دلالات الكره وكثرة الخلافات في البيئة التي يعيش فيها، لذا يجب دراسة حالة الطفل الاجتماعية لكي لا يؤثر سلبا على زملاءه في الدراسة.
• عدم القدرة على ضبط حجم الخط وميله وضغط القلم في سن العاشرة قد تعني عدم الاتزان الفكري والمشاعري لدى الطفل.
• رسم الوجوه التعيسة أو التي تدل على البكاء هو تعبير عن مشاعر الطفل الحقيقية في هذا الوقت.
• عندما يبدأ الطفل بكتابة اسمه ثم شطبه فيه دلالة عدم الراحة النفسية أو عدم حب الطفل لشخصه.
• عندما يبدأ الطفل برسم جسم الإنسان من غير أيادي أو أرجل يعني أنه لا يعرف كيف يتصرف أو ما هو مطلوب منه فعله.
• شطب الكلمات أو مسحها بطريقة ثقيلة وعدم الاهتمام بتسوية الهوامش لدى أطفال المرحلة الإعدادية قد تعني التمرد أو الخوف أو ربما شرب الدخان، خاصة لدى الأولاد.
• توسع حجم الأجزاء السفلية للحروف في السابعة وحتى العاشرة دلالات النشاط والحيوية.
• توسع حجم الأجزاء السفلية للحروف في سن المراهقة تعني حب التطلع للجنس الآخر.